لا أريد أن أخطئ في نقل الأرقام إلا أنّ أعداد المدخنين يشكلون نسبةً لا بأس بها عالميًّا ومحليًّا.
في اللغة العربية كلمة كَيف تعني: ابتهاج، جَذَل، سرور شديد. نقول بأنّ فلانًا صاحب كَيْف أي: مُحِبّ اللذَّة والبسط والانشراح، مَرِح المِزاج.
المدخن يعتبر السيجارة "كيف" وهذا "الكَيف" يتعب صاحبه! في المطار ينتظر المدخن الطائرة. يفكر في سيجارة والسيجارة في غرفة مغلقة، مساحتها صغيرة جدًّا، بابها مغلق، لا يدخلها إلا من يدخن ولا أحد يريد أن يشم رائحتها.
الطائرة ممنوع التدخين فيها، المباني الرسمية، صالات الأفراح، المساجد، التدخين ممنوع تقريبًا في كل مكان فهل تستحق السيجارة كل هذا العناء؟ لا! السيجارة ليست من "الكيف" ولا تستحق المعاناة وكراهية الناس لها.
ممنوع، ممنوع، ممنوع التدخين، لوحة نجدها تقريبًا في كل الأماكن العامة. مع ذلك يصر المدخن على "الكيف" غير عابئ بصحته واقتصاده وراحته ومن حوله من رائحة وأضرار التدخين. أضرار التدخين غير خافية على المدخنين فلماذا لا يترك المدخن العادة التي تضره ومن حوله؟!
يحاول المدخن إيجاد مخرج لهذا "الكيف"؛ شيشة ومعسل، سيجارة إلكترونية، أي شيء يتمسك به من أجل ألا ينقطع عن التدخين. لو أتيته بكل إحصائيات العالم لن تقنعه إلا حين يرى الضرر بنفسه! تقول له: التدخين يقصر العمر. يقول لك: الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى! أنظر كم عاش فلان وهو يدخن! التدخين يسبب الأمراض! يقول لك: العافية بيد الله سبحانه وتعالى!
السيجارة "كيف" يدمر المدخن، يقلل من جودة حياته ويقصرها. تحت عنوان: "نمط الحياة الصحي" يذكر موقع وزارة الصحة السعودية التالي:
"التدخين هو أحد الأسباب المؤدية للوفاة؛ حيث يموت 6 ملايين شخص سنويًا ويُتوقع زيادة هذا العدد إلى أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا بحلول عام 2030م، بالإضافة إلى أنه عامل من عوامل الخطورة التي تؤدي إلى العديد من الأمراض.
تُعد مكافحة التدخين عنصرًا رئيسًا من عناصر استجابة منظمة الصحة العالمية لوباء الأمراض غير المعدية على الصعيد العالمي، لا سيما أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان، والرئة المزمن، وداء السكري، وغيرها، وتتسبب الأمراض غير المعدية في الوفاة المبكرة لنحو 16 مليون شخص سنويًا (قبل بلوغهم السبعين من العمر)، ويلعب الحد من تعاطي التبغ دورًا رئيسًا في الجهود العالمية المبذولة لتحقيق هدف التنمية المتمثل في الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة الثلث بحلول عام 2030م".
أخي المدخن، أختي المدخنة: "أنت أقوى بلا تدخين"، رائحتك أعطر وأزكى دون تدخين، ميزانيتك أكبر دون تدخين. التدخين قاتلٌ بطيء من مال وحساب المدخن!



