
حمل ابن بلدة أم الحمام المدرب حسين أحمد آل عباس رسالة مؤثرة إلى أولياء الأمور الذين اجتمعوا في قاعة مركز سنا للإرشاد الأسري بمقر جمعية البر الخيرية بسنابس، بأن كل سلوك مزعج يصدر من الطفل هو رسالة لوالديه: “أنا هنا، فكونا بقربي”، وأن حاجة الطفل الحقيقية تكمن في تقبله، ودعمه، ومساعدته في مواجهة مشكلاته.
وكشف آل عباس خلال المحاضرة التي حملت عنوان “إدارة سلوكيات الأطفال”، وأقيمت مساء الثلاثاء 19 أغسطس 2025، عن أربع خطوات ذهبية لمعالجة السلوكيات، وبسّطها في نموذج عملي تحت مسمى “تفهّم” وهي: ت ـ تحديد السلوك، ف ـ فهم الدافع، هـ ـ هدفك، م ـ مهارة وفن.
ورسم المحاضر صورة واضحة أمام الحضور، وهو يطرح أسئلة جوهرية: ما معنى السلوك؟ متى يصبح السلوك مشكلة حقيقية؟ وكيف يمكن التعامل مع الطفل الخواف، أو العنيد، أو كثير الكلام، أو ذاك الذي ينقل أسرار البيت إلى المعلمة؟
وأوضح أن البداية تكون دائمًا مع تحديد المشكلة وفهم دوافعها، مشيرًا إلى أن الطفل قد يتصرّف بطريقة مزعجة من أجل لفت الانتباه، أو للتعبير عن إحباط، أو للحصول على مطلب معين.
وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن أهمية التواصل الهادئ مع الطفل، والتحدث معه لفهم مشاعره واحتياجاته، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعزز الثقة وتخفف من حدة السلوكيات غير المرغوبة.
وبيّن أن من الضروري تعليم الطفل بدائل إيجابية للتعبير عن مشاعره أو رغباته، مثل استخدام الكلمات بدل الصراخ، ثم تأتي الخطوة الأخيرة وهي وضع حدود واضحة بين المقبول وغير المقبول من السلوكيات.
واستعرض آل عباس مؤشرات المشكلات السلوكية الثلاث عند الأطفال، موضحًا أنها تتمثل في تكرار السلوك المزعج، وتأثيره على العلاقات، وانعكاسه على الأداء الأكاديمي أو اليومي.
ولفت إلى أن معرفة 20% من طبيعة السلوك تكفي في كثير من الأحيان لمعالجة 80% من المشكلة، مشددًا على أن الخطأ الشائع عند الكبار هو التصرف بعقلانية مفرطة وعدم امتلاك الصبر الكافي لانتظار النتائج العلاجية.
وأكد آل عباس أن فهم دوافع الطفل هو المفتاح لتعزيز السلوك الإيجابي، وباب لتقديم بدائل واقعية تساعده على التكيف مع بيئته والاندماج بشكل أفضل مع محيطه.