06 , يوليو 2025

القطيف اليوم

الحياة والأمل 

علمتنا الحياة، أن الحاضر هو الأولى بالاهتمام، كما أنها منحتنا القناعة بأن المستقبل هو الأفضل بإذن الله، وأن انشغالنا بالتفكير، بالهموم والمعاناة لماضِ فات لن يزيدنا إلا حزنًا وألمًا ومأساة.

علمتنا الحياة أن نقف بين وقت وآخر مع الذات، أن نفهم لولا الخطأ لما تعلمنا الصواب، ولولا الشدّة لما عرفنا قيمة الرخاء، ولولا البعد أحيانًا لما استلهمنا العاطفة وعشنا الحب.

علمتنا الحياة، أن المثابرة في العمل والجهد المتواصل يعطينا الحماسة ويمنحنا الثقة بأننا سوف نحقق التفوق والنجاح، فأزالت الكسل عنا، يزرع في أنفسنا القوة ويبعدنا عن أي مخاوف تعيق طريقنا أو تقلل من قدراتنا وطاقاتنا.

من الملاحظ، أن البعض منا يهرب من الواقع، والبعض الآخر يطفئ ما تبقى بداخله من شعلة مضيئة، ليذوب في بحر الهموم والأحزان، ولأبسط سبب، أو أصغر مشكلة أو ظرف مؤلم يمر به متناسيًا قول المولى عز وجل: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} حتى يدرك أن ما حدث هو عين الخير، وأن دائمًا الخير فيما اختاره الله الخالق سبحانه وتعالى.

الإنسان المؤمن، عليه أن يتوكل على الله المولى، لترتاح نفسه، ولا يجعل حياته في حيرة وهموم، فالله هو الخالق والمدبر وهو الأعلم بما ينفع العبد ويضره، فلا ينبغي له أن يجزع، هي الحياة عسر ثم يسر وكما أن السعادة لا تدوم فالضيق أيضًا لا يدوم.

التوكل على الله والدعاء، من خيرة الأفعال والأعمال، تجعل في أنفسنا الطمأنينة وتجعل فيها السعادة والراحة وتجدد فينا النشاط، علينا أن نتعلم من الحياة الكثير مما ينفعنا، نطوي كل صفحة ألم وننسى ما فات من أحزان وضجر، ونبدأ حياتنا من جديد " حاضرًا مميزًا ومستقبلاً مشرقًا" بإذن الله.


error: المحتوي محمي